بسم الله
الرحمن الرحيم
«وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ
بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا»[1]. من فضائل صلاة الليل:
ذكرت
الروايات فضلاً كثيراً حول صلاة الليل و بركاتها, إلا أن ثوابها العظيم لا يدرك فعن
الإِمام الصادق(عليه السلام):
«ما مِن عمل حسن يعملهُ
العبد إِلاَّ ولهُ ثواب في القرآن إِلاَّ صلاة الليل، فإِنَّ الله لم يبيّن ثوابها
لعظيم خطرها عنده فقال: تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربِّهم خوفاً وطمعاً
(وممّا رزقناهم يُنفقون * فلا تعلم نفسٌ ما
أخفي لهم مِن قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون).
-
عن الإمام العسكري(ع)
«ليس منّا من لم
يصلّ صلاة الليل».-
عن الإمام العسكري(ع)
{إنَّ الوُصولَ إلَى
اللهِ عَزَّ وجَلَّ سَفَرٌ لا يُدرَكُ إلّا بِامتِطاءِ
اللَّيلِ}.-
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أنَّهُ(عليه السلام) قال:
«قيام الليل مصحة للبدن، ومرضاة للرّب عزَّ وجلّ، وتعرّض
للرحمة، وتمسك بأخلاق النّبيين»من فوائد صلاة الليل:1. مطردة الداء من
الأجساد.
2. صحة للبدن.
3. تبيّض الوجه
وتحسّنه.
4. تحسّن الخلق.
5. تطيّب الريح.
6. تجلب الرزق
وتدرّه.
7. تقضي الدين.
8. تذهب بالهمّ.
9. تجلو البصر.
10.
تمنع من نزول العذاب.
11.
تجلب رضا الرب.
12.
تمسّك بأخلاق النبيين.
13.
تعرّض لرحمة رب العالمين.
14.
تمحي السيئات.
15.
تذهب بما عمل من ذنب بالنهار.
16.
شرف الرجل.
17.
قبول التوبة.
18.
تسر القلب.
19.
تزين الآخرة.
20.
تنور البيت وتجلب فيه البركة.
21.
تطيل العمر.
كيفية صلاة الليل بشكل مبسط:
"صلاة الليل
مجموعها إحدى عشرة ركعة، تسمى ثمان ركعات، منها التي تصلّى ركعتين ركعتين بعنوان
صلاة الليل، وركعتان بعدها باسم صلاة الشفع، وهي تصلى كصلاة الصبح، والركعة الأخيرة
منها بركعة الوتر، ويستحب في قنوتها الإستغفار والدعاء للمؤمنين، وطلب الحاجات من
اللَّه المنان، بالترتيب المذكور في كتب الأدعية.توضيح الصلاة:
·
وقتها: من منتصف الليل إلى ما قبل صلاة الصبح. لكن يمكن تقديمها على نصف
الليل لكل من يخاف فوتها في وقتها لمانع. كما أن قضاء صلاة الليل بالنهار لذوي
الأعذار أفضل من تقديمها على وقتها، إذا دار الأمر بين القضاء
والتقديم.
·
النية: أصلي نافلة الليل قربة إلى الله تعالى.
·
الركعات: 11 ركعة. 8 ركعات تصليها بنية نافلة الليل، تصليها ركعتان
تتلوها ركعتان، وتقرأ التشهد خلف كل ركعتان، وركعتان تصليها بنية الشفع وتقرأ
التشهد بعدها وركعة الوتر.
إنّ صلاة الليل تتكون مِن(11) ركعة، وهي مقسمة إِلى ثلاثة أقسام
هي:1ـ أربع صلوات ، كل
صلاة من رُكعتين(مثل صلاة الفجر)، يكون مجموعها ثماني(
رُكعات وتسمّى بـ
(نافلة الليل).2 ـ صلاة
واحدة من ركعتين(مثل صلاة الفجر)،
وتسمّى بـ
(الشفع).3 ـ صلاة واحدة من ركعة واحدة، وتسمّى بـ
(الوتر).·
يستحب أن يقرأ فيها الحمد مرة واحدة, و التوحيد(قل
هو الله أحد) 3مرات, و المعوذتين(الفلق و الناس) مرة واحدة.
·
ثم يقنت فيها و
يستحب في
القنوت:
1. الاستغفار لـ 40 مؤمن و
مؤمنة أحياءاً أو أمواتاً.
2. الاستغفار70
مرة.
3. قول (العفو- العفو..)
300مرة.
* الركعة الأولى: بعد النية يقرأ الحمد وسورة الإخلاص(قل هو الله أحد).
* الركعة الثانية: يقرأ الحمد و (قل يا أيها الكافرون) ثم يقنت، ويستطيع الدعاء على من ظلمه بان
يجازيه الله بما يستحقه في السجدة الأخيرة من الركعتين الأوليتين وبعد السجدتين
يتشهد ويسلم، ثم ينتصب واقفاً.
* الركعة الثالثة إلى الركعة الثامنة: يقرأ الحمد وما يشاء بعدها في كل ركعة، وبعد
كل ركعتين يتشهد ويسلم ومن ثم يقف، وفي الركعة الثامنة بعد السجدتين يتشهد ويسبح
تسبيح الزهراء.
* ركعتي الشفع: بعد النية (أصلي ركعتي الشفع قربة إلى الله تعالى).
الركعة
الأولى: يقرأ الحمد وسورة الناس.
الركعة
الثانية: يقرأ الحمد وسورة الفلق وتكون من غير قنوت، وبعد السجود يتشهد ويسلم.
* ركعة الوتر: بعد
النية (أصلي ركعة الوتر قربة إلى الله تعالى) يقرأ بعد الحمد سورة الإخلاص ثلاث
مرات والمعوذتين مرة واحدة، ثم يقنت، ثم يستغفر لأربعين مؤمناً بقوله (اللهم اغفر
لفلان، اللهم اغفر لفلان … الخ)، ثم يستغفر الله سبعين مرة (أستغفر الله وأتوب
إليه)، ثم يقول سبع مرات (هذا مقام العائذ بك من النار)، ثم يقول العفو... العفو
ثلاثمائة مرة، ثم يكبر يركع ويسجد ثم يتشهد ويسلم.
مسائل:·
من قام من النوم قبيل طلوع الفجر، وليس له وقت إلا بمقدار يفي بركعة
الوتر، فحينئذ يصلي ركعة الوتر و يصلي نافلة الفجر فيكتب له ثواب نافلة الليل إن
شاء الله تعالى. فعن الصادق(ع):
"أما يرضى أحدكم أن يقوم قبيل الصبح ويوتر ويصلي ركعتي الفجر،
وتكتب له صلاة الليل".·
من صلى من صلاة الليل أربع ركعات فأدركه الفجر، جاز له إتمامها رجاءً،
وجاز له أن يأتي بالوتر، ويؤخر الركعات حتى يقضيها في صدر النهار.
·
يمكن تقديم الصلاة قبل النوم, و لكن أفضل أوقاتها قبل
الفجر.
لا يعتبر في
صلاة الليل شيء من السورة، والاستغفار، والدعاء، بل يكفي في كل ركعة بعد النيّة
وتكبير الإحرام قراءة سورة الحمد، والركوع، والسجود، والتشهد، والتسليم.
يا طويل
الرقاد والغفلات --- كثرة النوم تورث الحسرات
إن في القبر إن نزلت إليه
--- لرقاداً يطول بعد الممات
ومهاداً
ممهداً لك فيه --- بذنوب عملت أو
حسنات
السيدة زينب (عليها السلام) ليلة الحادي عشر من
محرم:
في ليلة العاشر من محرم كانت السيدة زينب(عليها السلام) وكان الإمام
الحسين(عليه السلام) وكان الجميع.. كل الأشخاص... في ليلة الحادي عشر كانت زينب(ع)، ولم يكن غير زينب، في هذه الليلة كانت
زينب هي الراعي، هي قائدة قافلة الأسرى وملجأ الأيتام.. رغم ثقل المصائب ومرارتها،
كانت زينب جبلاً شامخاً، واجهت المصائب ولم يرمش لها جفن.تولت حراسة الأسرى، تولت جمع النساء والأطفال، تولت تجميع الهائمين
على وجوههم في الصحراء، تولت تمريض العليل الضعيف.. كانت الروح للأجساد التي فقدت الروح، والبهجة للقلوب التي فقدت البهجة،
والرمق للنفوس التي فقدت الرمق.هذا الجسد الذي أرهقه الألم، كان معجزة.. أثبتت زينب(ع) كفاءة منقطعة
النظير...فبعد رعاية الأطفال و الأرامل و حفظهم توجهت زينب(ع) إلى الله وانصرفت إلى العبادة
وصلت صلاة الليل.. لقد كانت متعبة جداً بحيث أنها لم تستطع أن تصليها وقوفاً، فصلت
صلاة الليل من جلوس، وتضرعت إلى الله تعالى وابتهلت.كانت زينب إلهية.. والإلهيون هكذا يواجهون المصائب، ولا يرمش لهم جفن..
صابرين.. شاكرين..
نسالكم الدعاء