سمعنا كثيراً وربما شاهدنا بأعيننا المواقف التي تحدث من خلال المعاكسات سواء كانت هذه المواقف محرجة أو فاضحة.
والسبب الأساسي يكمن وراء الموضة التي يسايرها بناتنا نسائنا . وللأسف قد بدأت الموضة العالمية والأزياء الفاضحة التي لا تعرف الحياء تسيطر على مجتمعاتنا ، وأصبحنا نسمع بالعباءات الأمريكية واليابانية والفراشة واللبناني والفرنسي بالرغم من أن نسائهم لا يلبسون هذه العبايات .
ونسينا أن الحياء شعبة من شعب الإيمان، والستر والعفة مفاهيم لا بد أن تربى عليها البنات، وكل أبرز مثل يراود خاطري هو فاطمة الزهراء لحيائها الشديد وحرصها على الستر والعفة، وتخيلتها وكأنها تحاور بناتنا هذه الأيام وتقول:
أنا فاطمة الزهراء ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ابنة سيد الأنبياء والمرسلين، و أمي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد خير نساء العالمين، ولدت قبل بعثة المصطفى بخمس سنين، فأنا الابنة الرابعة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من السيدة خديجة عليها السلام بعد زينب ورقية وأم كلثوم عليهم السلام.
عندما وافتني المنية قلت لصحابتي أسماء بنت عميس بعدما اغتسلت كأحسن ما كنت أغتسل : يا أمه آتيني بثيابي الجدد فلبستها، ثم قلت قد اغتسلت فلا يكشفن لي أحد " إني قد استقبحت ما يضع النساء بعد موتهن، إنه يطرح على المرأة الثوب فيصفها، وإني سأموت وأستحيي أن أحمل في جنازتي على السرير ظاهرة أمام الناس فيعرف الناس طولي وعرضي".
فقالت أسماء: " إني أرى الناس في الحبشة يضعون نعوشاً يحملون فيها النساء لئلا يظهر منهن شيء و بوسعي أن أضع لك واحداً تحملين فيه.
فقلت : فأرينيه، فأتت أسماء ببعض جريد النخل الرطب وجعلت على السرير نعشاً ، فتبسمت وقلت: ما أحسن هذا وأجله ، فكنت أول من حملت في نعش في الإسلام.
وهنا لا يملك الشخص إلا يقف إجلالاً وتقديراً لهذه المواقف العظمية التي تدل على حياء نساء الصحابة فما أجمل أن تجعل الأخت المسلمة قدوتها هؤلاء السلف الصالح حتى تكون يوم القيامة في زمرتهم، فأن من تشبه بقوم فهو منهم ومن أحبهم حُشِر معهم.
تحيتي
أختكم نور الولاية